قرية اجزم (الحمامة البيضاء)
صفحة 1 من اصل 1
قرية اجزم (الحمامة البيضاء)
عددي جريدة القدس بتاريخ 24 \ 7 _ 7 \ 8 \ 2000
إعداد الباحث عباس نمر \ وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
تقع هذه البلدة الجميلة جنوب مدينة حيفا على إحدى قمم القسم الجنوبي الشرقي من جبل الكرمل قضاء حيفا على بعد 5 كم شرق البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد 20 كم من مدينة حيفا وترتفع 50 متر عن سطح البحر.
و تتوسط العديد من القرى فمن الشمال تحدها قريتي دالية الكرمل و عين حوض و من الشرق أراضي قرية أم الزينات و من الجنوب خربة قنبازة و من الجنوب الغربي قرية عين غزال و من الغرب قريتا جبع و المزار .
و ذكرت الموسوعة الفلسطينية أن مساحة أراضيها عام 1945 م بلغت 46905 دونما و كان مسطح القرية ( مساحة البناء ) 91 دونم و جاء في الموسوعة الفلسطينية أن اجزم هي الثانية في قضاء حيفا في ما تملكه من أراضي و الحقيقة أنها الأولى في القضاء و الثانية طيرة حيفا و مساحة أراضيها 45262 دونم و لم يكن اليهود في اجزم يملكون من أراضيها شيئاً .
و تعتبر اجزم بلد غني بسهوله جميل بجباله و هضابه الصغيرة فالطبيعة العامة لسطح أراضي اجزم سهل بالدرجة الأولى يوجد بها بعض الهضاب و الشعاب الصالحة للزراعة و المراعي أما مناخها فهو معتدل في الصيف و ماطر في الشتاء و معدل سقوط الأمطار عليها حوالي 800 مم و قد ترتفع أمطارها في السنوات الغزيرة إلى 1000 مم و في بعض السنوات قليلة الأمطار لا يتجاوز هطول الأمطار حتى 500 مم .
أما بالنسبة للسكان قفد جاء في الأرشيف العثماني أول إحصاء سكاني دقيق و متوفر عن القرية للدكتور كمال عبد الفتاح في كتابه تاريخ فلسطين في القرن السادس عشر أن عدد سكان اجزم في عام 1596 م 55 نسمة و ذكر ادوارد روجرز نائب القنصل البريطاني الذي زار اجزم عام 1859م أن عدد سكان اجزم بلغ 1000 نسمة و في عام 1922 م وصل عددهم إلى 1910 نسمة حسب الإحصاء الذي قام فيه الانتداب البريطاني .
وكان أهالي اجزم من طبقة واحدة لذا فقد كانوا متعاونين في الأفراح و الاتراح و يربط الكثير من عائلات البلدة النسب المتكرر.
لقد اهتم أهالي القرية بالقراءة و الكتابة منذ العهد العثماني و ذلك في مدرستهم داخل مسجد القرية و الذي يطلق عليه بصف الكتّاب .
وكان وضع التعليم في اجزم وضعاً سليما كما كانت عليه أوضاع قرى حيفا فالتعليم الحقيقي دخل القرية مع بناء المسجد و ذلك عام 1808 م
و كان عدد من أبناء اجزم الذين تخرجوا من الأزهر الشريف في مصر قبل الانتداب بالإضافة أن بعض أبناء البلدة أكملوا دراستهم في دمشق و بيروت و الاستانة و كان التعليم في تلك الفترة مجاناً لكن نفقات الإقامة كانت باهظة إلى حد ما . وأغلب الذين انهوا دراستهم في الخارج أي فترة العهد العثماني حصلوا على شهادات في الحقوق و العلوم الدينية و تبين لنا من خلال الرواية الشفوية أن بعض الأسر كانت تعهد إلى معلم خاص بتدريس أبنائها فيعلمهم علوم الدين و السيرة النبوية و القران الكريم و اللغة العربية و يحفظهم آيات من القران و نصوص الشعر و يعنى بتحسين خطوطهم و يدربهم على نظم الشعر و في فترة الانتداب بقي المسجد هو شعلة العلم في اجزم حتى عام 1940 م عندما فتحت الحكومة مدرسة مستأجرة مؤلفة من الصفين الثاني و الثالث ومن شيوخ القرية الذين كان لهم الأثر في تعليم الأبناء قبل فتح المدرسة
1- الشيخ توفيق البجيرمي
2- الشيخ حفظي الخديش
3- الشيخ محمود بلقيس
وقبل عام النكبة كانت مدرسة اجزم قد تطورت من ناحية البناء و جهزت بالمعلمين و زاد عدد الطلاب و كانت في المدرسة سبعة صفوف و عدد المعلمين سبعة و عدد الطلاب 230 طالب و كان المدرسون
1- توفيق مراد
2- محمد البشير
3- رشاد نمر الماضي
4- الشيخ توفيق البجيرمي
5- خيري جرار
6- محمد علي الجرولي
و كان مدير المدرسة مصطفى الطاهر من طيرة حيفا
أما بالنسبة للمسجد فقد كان يقع في وسط البلدة عند السفوح الشمالية للحارة الفوقا و لا يزال قائماً حتى الآن و قد تداعت بعض معالمه و كان قد بناها الشيخ مسعود الماضي عام 1223 هجري 1808 م على نفقته الخاصة وكتب على واجهة الرواق أبيات شعر تقول:
جمع البهاء بجامع جمعت به أنوار ذكر الله فادخل واحتسب
وانظر لنضرة روضة كم قد حوت من راكع يرجو الثواب ويرتقب
مسعود شاد فأجزلن ثوابه أرخ صفاه بسر واسجد واقترب
و هو المسجد الوحيد في البلدة تقام فيه صلاة الجماعة و العيدين
الديوان ( المضافة )
كان الديوان في الماضي هو التجمع الطبيعي الحقيقي للعائلة أو الحي أو البلدة بأكملها حيث يتواجد فيها الرجال بصورة دائمة و في الماضي كان في اجزم 4 دواوين في الحارة الفوقا 3 و في الحارة التحتا 1 و لهذه الدواوين دور في اجتماع العائلات و العشائر و مهمة الديوان في اجزم استقبال الضيف و عابر السبيل و توحيد كلمة البلدة و القضاء العشائري و كانت المضافات تعيش أوج عظمتها و الاعتزاز بها و أفضل ما كان يبدو ظاهراَ في هذه المضافات هو احترام الكبير و كان مخاتير القرية في ذلك العهد لهم التقدير و الاحترام
نبذة تاريخية
من المتعارف عليه عند علماء الآثار ان اجزم بلدة أثرية قديمة و قد دلت الحفريات التي جرت فيها بمنطقة وادي المغارة على وجود الحياة هناك منذ العصر الحجري لأكثر من 20 ألف عام و هذه البلدة مشهورة بوجود آثار بشرية منحوتة في ارض اجزم و كذلك أراضي البلدة عدد من الخرب و الآبار و الكهوف الرومانية و معاصر زيت الزيتون و صهاريج منقورة في الصخر
اجزم قبل 4 قرون
جاء في كتاب ( تاريخ فلسطين في القرن السادس عشر ) تأليف الدكتور كمال عبد الفتاح و زميله ولف هوترت إن اجزم كانت في عام 1596 / 1597 م تابعة للواء اللجون و بلغ عدد عائلاتها التي دفعت الضرائب 10 عائلات و بما أن تقدير كل عائلة 5 أنفار و بالتالي يكون عدد سكان اجزم 50 نسمة و جاء في نفس الكتاب إن أراضي اجزم كانت مشتهرة بزراعة الحنطة و الشعير كما اهتم الأهالي بتربية الماعز و قيمة الضريبة التي دفعت في ذلك الوقت 8500 اوقجة و الاوقجة عملة عثمانية مصنوعة من الفضة و ذات قيمة شرائية عالية في ذلك الوقت
اجزم قبل 200 عام
اجزم في اوائل القرن الثامن عشر كانت تزهو سهولها و جبالها و تلالها و وديانها بمساحاتها الشاسعة و بأرضها الخصبة ذات القطوف الدانية و الأغصان المتدلية و أحضان النسائم العليلة التي تهب من البر و البحر و بدون عائق فيلطف جوها من حر الصيف و برد الشتاء و كانت اجزم مسقط راس الشيخ مسعود الماضي زعيم منطق حيفا الساحلية و حاكم غزة لفترة من الزمن و كان آل ماضي أسرة واسعة النفوذ كما كانت اجزم موطنهم الأصلي حيث شيدوا فيها قلعة كبيرة و استمرت اجزم على تلك الحالة من النهوض و الرخاء و الازدهار إلى أن دهاها الانتداب البريطاني و جر عليها و على بقية فلسطين من المصائب و الويلات ما تنوء به الجبال الراسيات من ظلم و مكر و دهاء
الحياة الاقتصادية
كان أهالي اجزم يعتمدون كلياً على الزراعة و تربية الأغنام في العهد العثماني و استمر هذا الاعتماد حتى عام النكبة و لان البلدة زراعية و يعيش أهلها على ما تخرجه لهم الأرض فقد اهتموا بالزراعة و كل عشيرة تعتني بزراعة ما تملكه الأرض و لكن تلك الملكية كانت تتفاوت من عائلة إلى أخرى هم فلاحون نشيطون يعتمدون على أنفسهم يحرثون الأرض و يزرعونها بأجمل و أفضل الأشجار و أول هذه الثمار الزيتون الذي ورثه الآباء عن الأجداد و تشتهر أيضا باللوز و المشمش و الخوخ و الدراق و التين و الرمان و الزعرور و الجميز و التفاح و الليمون و الصبر الذي يلف البلدة بحزام من جميع الجهات تقريباً بالإضافة إلى العنب بأسمائه الكثيرة و يكثر في البلدة شجر الخروب و البلوط و من الأشجار البرية المنتشرة الكيينا و العليق و السنديان و السريس و الدفلة إضافة إلى النباتات البرية و من هذه النباتات الميرمية و الشومر و الزعتر و البابونج و الهندباء و الخبيزة الخ
و من مصادر الحياة الاقتصادية في اجزم الحبوب بجميع أنواعها و كان متوسط إنتاج القمح 2000 طن في العام و إنتاج الشعير 1500 طن و حوالي 500 طن من الكرسنة و الذرة البيضاء و اشتهرت أيضا بزراعة السمسم و الفزحة بالإضافة إلى البساتين المتعددة و حقول الخضار التي يستفاد منها تجارياً حيث تسوق إلى حيفا و من منتجاتها البطيخ - الشمام - يقطيني - كوسا – خيار – فقوس – ملفوف – قرنبيط – زهر ة – بامية – بندورة - .... الخ
الثروة الحيوانية
لان اجزم بلدة زراعية و أراضيها شاسعة فقد كان اهتمام أهلها بالثروة الحيوانية كبيراً و الدلالة على ذلك أن ثلاثة إخوة من اجزم قبل النكبة كان لهم 3000 راس من الغنم تحدث بها كبار السن و أكدها احد أصحاب هذه الأغنام و اسمه الحاج رجا أبو عيطة و قدر عدد الأغنام في البلدة ما بين سمار و بياض 40000 راس . و قدر عدد الأبقار الموجود قبل النكبة 3000 راس و كان حليب الأبقار يصل يومياً إلى أسواق حيفا عدا الجبنة و الألبان و الزبدة و استعملت الجمال كوسائل نقل تحمل عليها . كان عدد هذه الجمال 60 جمل تقريباً . أما الحمير فقد كانوا يستخدمونها كوسائط نقل داخلية بين الكروم و لنقل الماء من العيون و كانت الحاجة إليها ملحة لكل بيت و لا يخلو بيت من اقتناء حمار أو أكثر أما البغال و الخيل فقد كان يستفاد منها في أمور الزراعة كالحراثة و النقل و استعملت في جر العربات و اشتهرت الخيل في السباق و الاحتفالات و لا ننسى أن البلدة اشتهرت بالحيوانات البرية مثل الغزلان و الأرانب و الثعالب و الضباع
تربية الدواجن
اهتم الأهالي بتربية الدجاج حين أن كل بيت في اجزم كان فيه من الدجاج ما يفي بحاجته و يزيد و كثير من أهالي البلدة كان اهتمامهم بتجارة البيض إلى حيفا و اهتم أهالي البلدة بتربية الحمام و الأرانب و كان طير الشنار و الحمام البري في أحراش اجزم يجذب الصيادين حيث كانت تلك تنتشر بكثرة ملفتة و ساعد موقع القرية المتميز و كثرة النباتات البرية و أزهارها الجميلة على تربية النحل بكثرة فكان الإنتاج يفي حاجة البلدة و يزيد
اليد العاملة خارج اجزم
نظراً لقرب اجزم من حيفا و لان وسيلة المواصلات اليومية كانت متوفرة فقد توجه البعض من أهالي البلدة للعمل و خصوصاً في مصفاة البترول و ميناء حيفا و رصف الطرق و البناء و البلدية و كانت أكثر من خمسين عائلة تسكن في حيفا من اجل العمل و بعض أبناء هذه العائلات حصل على وظائف حكومية أما الحرف التقليدية فقد كانت محدودة جداً و قد اختصت بعض النساء بصنع أطباق القش و زخرفته
السوق في اجزم
كانت اجزم بلدة واسعة ينتشر فيها أكثر من 30 دكان للبقالات و الخضروات و اللحوم و الملابس و الحلاقة و كان في اجزم عدد من الحلاقين يذهبون إلى البيوت و يطلق عليهم حلاق الشنطة بالإضافة إلى محل سمكري و اسكافي و محلات لبيع الفحم و في اجزم 3 معاصر للزيت و كان في القرية عدد من التجار يمولون أسواق حيفا بما تنتجه ارض اجزم و لا ننسى أن محاجر اجزم كانت مشهورة بحجرها المتبلور و حجر السلطاني و هذه الحجر من روافد الاقتصاد
المواصلات
ترتبط اجزم بشارع معبد يصل بينها و بين حيفا و للبلدة عدة طرق تصل اجزم بالقرى المجاورة و كان في البلدة قبل التهجير 11 باص هي ملك رجا أبو عابد و أخيه من أبناء البلدة و لهم شريك من آل الخالدي من أبناء حيفا و كان رقم الباص الواصل بين اجزم و حيفا 25 هذا و للبلدة عدد من الشاحنات و عدد من تكسيات الأجرة
عيون الماء في اجزم
اعتمدت اجزم في الغالب على المياه المجمعة في الشتاء لاستعمالها في الشرب و ميسور الحال من أهالي البلدة كان يحفر بئره قبل البناء أو بعده و الينابيع الرئيسية كانت بعيدة عن مسطح القرية و كانت العين الغربية اقرب العيون للبلدة و هناك بعض العيون منها :
1- البير الغربي
2- عين منصور ( أبو زميرو )
3- عين عمار
4- عين أبو خليفة
5- عين العجال
6- عين الوشاحية
7- و يوجد 6 عيون في وادي المويلحة و أكثرها استعملت لسقاية الأغنام و الأبقار و هذه العيون يطلق عليها اسم عيون المويلحة
8- الحنانات تشبه النواعير و هي آبار رومانية
9- ماقورة
10 – عين بيارة محمود الماضي
11- بير قطينة
12 – عين هاشم
13- عين العجلة
14 – عين الصفصافة
15 – عين الشقاق
16 – عين الصوانة
و مع بداية عام 1946 م بدأ الأهالي بمشروع إيصال الماء من بئر الحومي في قرية عين غزال القريبة من البلد و بناء خزان ماء في مكان مرتفع في الحارة الفوقا و مع انتهاء العمل بالمشروع قامت حرب 1948 م
الأزياء الشــــعبية
الرجال
كان اللباس العام لهم القمباز ( الكمباز ) – الديماية – الكبر – ثم الجبة القصيرة و التي تلبس فوق القمباز و يطلق عليها اسم دامر هذا و القليل من أبناء اجزم كان لباسهم الثوب – الدشداس – خصوصاً كبار السن هذا و قد انتشر بين الشبان لباس السروال أو الشروال الأسود أو الأبيض الفضفاض و يصل في عرضه الى 6 اذرع و فوق السروال يلبس قميص ابيض بدون قبة يطلق عليه اسم صدرية و كان حزام الوسط شملة طويلة تلف على الوسط و هذا الزي اشتهر في شمال فلسطين و للصيادين لكن الشروال اصغر قليلاً أما غطاء الرأس الذي كان منتشراً قبل ثورة عام 1936 في اجزم فالعمامة و الطربوش بالإضافة إلى الحطة و العقال و بعد عام 1936 م أصبحت الغالبية تلبس الحطة و العقال و أحيانا يلبيس الشباب طاقية مطرزة من الحرير الأصلي و اخذية الرجال كانت مصنوعة من الجلد
النساء
اشتهرت نساء اجزم بزيهن التقليدي و هو الفستان المكشكش و المطرز من الصدر و الجوانب و يطلق عليه عش البلبل و هذا الفستان أو الثوب طويل عريض الأكمام و هو من الأقمشة البسيطة أما أثواب أو فساتين المخمل فتظهر في الأفراح و حزام الوسط الذي تتمنطق به المرآة زنار من الصوف العادي أو المزركش و غطاء الرأس منديل له شراشيب و يغلب عليه اللون الأسود
اجزم و الانتداب
منذ وعد بلفور و قدوم الانتداب إلى فلسطين و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى يسرت بريطانيا هجرة اليهود إلى فلسطين فثارت ثائرة أهل فلسطين على بريطانيا و راحوا يستنكرون دعمها لليهود بمختلف السبل و الوسائل و كان أهل اجزم سباقين في التصدي للانتداب و عرف عنهم حماستهم و مشاركتهم لما كان يدور من إحداث في فلسطين و كانوا من الذين شاركوا للتصدي للانتداب البريطاني و الهجوم على قوافله و مشاركة القرى في معاركها و قد لعب أبناء اجزم دوراً مبكراً في الأحداث السياسية فأسس معين الماضي خلال وجوده في دمشق جمعية فلسطين العربية و عند انعقاد المؤتمر السوري الأول عام 1919 م حضر معين الماضي و نمر الماضي المؤتمر ممثلين لقضاء حيفا و شارك أبناء اجزم في الكثير من المؤتمرات و الجمعيات و الأحزاب السياسية
جمعيات القرى العربية
كان الريف الفلسطيني هو الصخرة الصلبة الصامدة في وجه العدوان و هو العمق البشري و الاقتصادي للشعب الفلسطيني و السند الحقيقي للحركات الوطنية في البلاد
ففي اجزم و في اوائل تموز عام 1924 عقد اجتماع كبير ضم ممثلين عن قرى قضاء حيفا و عدد من وجهاء القضاء كما اجتمع فيها بمنتصف آب من عام 1925 وجهاء 150 عن القرى و العشائر
ثورة و إضراب 1936 م
كانت جبال اجزم و خربها في ثورة و إضراب 1936 م ملتقى الثوار و كان لأهلها دور في مقارعة الانتداب الأمر الذي أوقعهم تحت ظلم المستعمر بممارساته القمعية حيث لجأت إلى اقتحام و هدم البيوت و اعتقال حوالي 85 من أبناء القرية و استمرت الثورة رغم انتهاء الإضراب و كثرت العمليات ضد المستعمر البريطاني و من معه من اليهود و من الطبيعي ان يقابل التصاعد في الثورة تصاعداً في قسوة المستعمر البريطاني و انتقامه و قد شاركت القرية بعدة معارك منها :
معركة أم الدرج 11/9/1948
معركة لد العوادين 12/9/1937
معركة الفريد يس 1/11/1938
معركة أم الزينات 28/11/1938
اقتحام سجن عتليت 20/7/1938
معركة أم الدرج
أم الدرج خربة مشهورة من خرب اجزم و هي عامرة بأهلها و يتحدث كتاب اجزم الحمامة البيضاء لمؤلفه مروان الماضي عن هذه المعركة بان سلطات الانتداب كانت تعلم أن اجزم هي المركز الرئيس المساند للثوار بالرجال و العتاد و التمويل في أراضيها يصول الثوار و يجولون بحرية و أن عيون أهل البلد ترعاهم و تحميهم من كل الحملات العسكرية و أن اللجنة الثورية كانت على اتصال دائم مع القيادة في منطقة نابلس و جنين كما أنها كانت تجمع الأموال و المؤن و تعين الثوار في نشاطهم استخدمت القوات البريطانية المدرعات و الطائرات لمحاربة الثوار فحرص الثوار على ألا يتواجدوا في مقر واحد فتوزعوا على مناطق و خرب اجزم بحيث لم يكن مجموع الفصيل الواحد أكثر من ثلاثين ثائر و قبل شروق شمس يوم المعركة حلقت فوق أم الدرج ثلاث عشرة طائرة و قد غطت مساحة خمسة كيلو مترات مربعة و هاجمت مواقع الثوار بالقنابل و الرشاشات فاحتمى الثوار بين الصخور و الأشجار و بدأوا بإطلاق النار من بنادقهم على الطائرات و قيل إن أحدى الطائرات أصيبت و هبطت في مرج ابن عامر و بعد القصف و كشف المواقع و كشف الطائرات أرسلت القوات البريطانية ثلاث فرق آلية عن المشاة و المدرعات عن طريق اجزم و أم الزينات و دالية الكرمل
و جاءت الآليات محملة بالجنود عن طريق اجزم و عند وصولهم القرية اخذوا ثلاثة من شبابها و وضعوهم أمام القافلة للاستحماء بهم إلى أن وصلوا إلى الاحراج و شاهدوا حطاباً فأخذوه مع الثلاثة و صادروا البلطة التي يقطع بها الخشب و كان الفصيل المحاصر من قبل الطائرات قد تمركز على الجبل المطل على احراج أم الدرج و قد تقدمت مشاة الجيش و معهم الأربعة شباب و هم : طواف – ديب قدسية – عكاش – العبد داود ليكونوا درعاً لهم أمام الثوار و عند اقتراب العدو بدأت المعركة البرية و قد واجه الثوار أعدادا كبيرة من القوات البرية و مع ذلك قاموا و قتلوا العديد من القوات البريطانية و انتهت المعركة قبيل المساء وكانت حصيلة المعركة استشهاد 26 من الثوار و مقتل أضعاف ذلك من الإنكليز ما عدا الجرحى الذين سمعت أصوات أنينهم عندما مروا من البلدة و بعد انسحاب القوات البريطانية من اجزم خرج أبناء القرية و احضروا جثث الشهداء و دفنوها باحتفال مهيب جنوب شرق المدرسة و سميت بمقبرة الشهداء فكانت هذه الموقعة من المعارك المشهورة و المغمورة إعلاميا و كان قد اشترك في المعركة من قبل الانكليز3000 جندي و 85 مدرعة بالإضافة إلى 13 طائرة
احتلال القرية و تهجير سكانها
بعد صدور قرار التقسيم و إعلان بريطانيا عن موعد انسحابها من فلسطين و تبني الجامعة العربية الدفاع عن فلسطين و أنها ستدخل جيوشها السبعة قام الفلسطينيون بتشكيل اللجان المحلية من اجل شراء الأسلحة فجمع المال و بيعت الأساور و الخواتم و حلي نساء اجزم من اجل شراء السلاح و بعد وصول الاسلحة الى اجزم و القرى المحيطة بدأ ت مواجهات حقيقية و اشترك شباب القرية في معركة مصفاة البترول في حيفا و كذلك نصب الكمائن على الطريق العام بين حيفا و يافا و وحدت المقاومة مع أبناء القرى المجاورة خصوصاً جبع و عين غزال و تشكلت في اجزم لجنة محلية من 3 أشخاص تم اختيارهم و هم محمد خطاب الحسن و محمود الماضي و عبد الله زيدان و كانت مهمتها الإشراف و التنسيق مع الثوار و أهل القرية و حفرت الخنادق و صمدت اجزم مع عين غزال و جبع ثابتة كأحسن ما يكون الثبات ومجاهدة كأحسن ما يكون الجهاد و عندما احتل الصهاينة اجزم عبروا عن اغتباطهم باحتلالها و تمثل ذلك في إعلان النبأ عبر الإذاعة بقولهم لقد استولينا على الحمامة البيضاء ( اجزم ) و حطمنا جناحيها جبع و عين غزال
و في سنة 1949 م انشأ الصهاينة مستعمرة كيرم مهرال في موقع القرية و ما نجده اليوم من القرية أنها مدمرة جزئياً و ترك المسجد عرضة للخراب و لكن عدة منازل ما زالت قيد الاستعمال و قد حول ديوان مسعود الماضي و هو بناء من طبقتين شيد في القرن الثامن عشر إلى متحف و حولت المدرسة إلى كنيس و المقهى إلى مكتب للبريد و يزرع الصهاينة السهل المجاور بينما حولت المناطق الجبلية إلى متنزهات
إعداد الباحث عباس نمر \ وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
تقع هذه البلدة الجميلة جنوب مدينة حيفا على إحدى قمم القسم الجنوبي الشرقي من جبل الكرمل قضاء حيفا على بعد 5 كم شرق البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد 20 كم من مدينة حيفا وترتفع 50 متر عن سطح البحر.
و تتوسط العديد من القرى فمن الشمال تحدها قريتي دالية الكرمل و عين حوض و من الشرق أراضي قرية أم الزينات و من الجنوب خربة قنبازة و من الجنوب الغربي قرية عين غزال و من الغرب قريتا جبع و المزار .
و ذكرت الموسوعة الفلسطينية أن مساحة أراضيها عام 1945 م بلغت 46905 دونما و كان مسطح القرية ( مساحة البناء ) 91 دونم و جاء في الموسوعة الفلسطينية أن اجزم هي الثانية في قضاء حيفا في ما تملكه من أراضي و الحقيقة أنها الأولى في القضاء و الثانية طيرة حيفا و مساحة أراضيها 45262 دونم و لم يكن اليهود في اجزم يملكون من أراضيها شيئاً .
و تعتبر اجزم بلد غني بسهوله جميل بجباله و هضابه الصغيرة فالطبيعة العامة لسطح أراضي اجزم سهل بالدرجة الأولى يوجد بها بعض الهضاب و الشعاب الصالحة للزراعة و المراعي أما مناخها فهو معتدل في الصيف و ماطر في الشتاء و معدل سقوط الأمطار عليها حوالي 800 مم و قد ترتفع أمطارها في السنوات الغزيرة إلى 1000 مم و في بعض السنوات قليلة الأمطار لا يتجاوز هطول الأمطار حتى 500 مم .
أما بالنسبة للسكان قفد جاء في الأرشيف العثماني أول إحصاء سكاني دقيق و متوفر عن القرية للدكتور كمال عبد الفتاح في كتابه تاريخ فلسطين في القرن السادس عشر أن عدد سكان اجزم في عام 1596 م 55 نسمة و ذكر ادوارد روجرز نائب القنصل البريطاني الذي زار اجزم عام 1859م أن عدد سكان اجزم بلغ 1000 نسمة و في عام 1922 م وصل عددهم إلى 1910 نسمة حسب الإحصاء الذي قام فيه الانتداب البريطاني .
وكان أهالي اجزم من طبقة واحدة لذا فقد كانوا متعاونين في الأفراح و الاتراح و يربط الكثير من عائلات البلدة النسب المتكرر.
لقد اهتم أهالي القرية بالقراءة و الكتابة منذ العهد العثماني و ذلك في مدرستهم داخل مسجد القرية و الذي يطلق عليه بصف الكتّاب .
وكان وضع التعليم في اجزم وضعاً سليما كما كانت عليه أوضاع قرى حيفا فالتعليم الحقيقي دخل القرية مع بناء المسجد و ذلك عام 1808 م
و كان عدد من أبناء اجزم الذين تخرجوا من الأزهر الشريف في مصر قبل الانتداب بالإضافة أن بعض أبناء البلدة أكملوا دراستهم في دمشق و بيروت و الاستانة و كان التعليم في تلك الفترة مجاناً لكن نفقات الإقامة كانت باهظة إلى حد ما . وأغلب الذين انهوا دراستهم في الخارج أي فترة العهد العثماني حصلوا على شهادات في الحقوق و العلوم الدينية و تبين لنا من خلال الرواية الشفوية أن بعض الأسر كانت تعهد إلى معلم خاص بتدريس أبنائها فيعلمهم علوم الدين و السيرة النبوية و القران الكريم و اللغة العربية و يحفظهم آيات من القران و نصوص الشعر و يعنى بتحسين خطوطهم و يدربهم على نظم الشعر و في فترة الانتداب بقي المسجد هو شعلة العلم في اجزم حتى عام 1940 م عندما فتحت الحكومة مدرسة مستأجرة مؤلفة من الصفين الثاني و الثالث ومن شيوخ القرية الذين كان لهم الأثر في تعليم الأبناء قبل فتح المدرسة
1- الشيخ توفيق البجيرمي
2- الشيخ حفظي الخديش
3- الشيخ محمود بلقيس
وقبل عام النكبة كانت مدرسة اجزم قد تطورت من ناحية البناء و جهزت بالمعلمين و زاد عدد الطلاب و كانت في المدرسة سبعة صفوف و عدد المعلمين سبعة و عدد الطلاب 230 طالب و كان المدرسون
1- توفيق مراد
2- محمد البشير
3- رشاد نمر الماضي
4- الشيخ توفيق البجيرمي
5- خيري جرار
6- محمد علي الجرولي
و كان مدير المدرسة مصطفى الطاهر من طيرة حيفا
أما بالنسبة للمسجد فقد كان يقع في وسط البلدة عند السفوح الشمالية للحارة الفوقا و لا يزال قائماً حتى الآن و قد تداعت بعض معالمه و كان قد بناها الشيخ مسعود الماضي عام 1223 هجري 1808 م على نفقته الخاصة وكتب على واجهة الرواق أبيات شعر تقول:
جمع البهاء بجامع جمعت به أنوار ذكر الله فادخل واحتسب
وانظر لنضرة روضة كم قد حوت من راكع يرجو الثواب ويرتقب
مسعود شاد فأجزلن ثوابه أرخ صفاه بسر واسجد واقترب
و هو المسجد الوحيد في البلدة تقام فيه صلاة الجماعة و العيدين
الديوان ( المضافة )
كان الديوان في الماضي هو التجمع الطبيعي الحقيقي للعائلة أو الحي أو البلدة بأكملها حيث يتواجد فيها الرجال بصورة دائمة و في الماضي كان في اجزم 4 دواوين في الحارة الفوقا 3 و في الحارة التحتا 1 و لهذه الدواوين دور في اجتماع العائلات و العشائر و مهمة الديوان في اجزم استقبال الضيف و عابر السبيل و توحيد كلمة البلدة و القضاء العشائري و كانت المضافات تعيش أوج عظمتها و الاعتزاز بها و أفضل ما كان يبدو ظاهراَ في هذه المضافات هو احترام الكبير و كان مخاتير القرية في ذلك العهد لهم التقدير و الاحترام
نبذة تاريخية
من المتعارف عليه عند علماء الآثار ان اجزم بلدة أثرية قديمة و قد دلت الحفريات التي جرت فيها بمنطقة وادي المغارة على وجود الحياة هناك منذ العصر الحجري لأكثر من 20 ألف عام و هذه البلدة مشهورة بوجود آثار بشرية منحوتة في ارض اجزم و كذلك أراضي البلدة عدد من الخرب و الآبار و الكهوف الرومانية و معاصر زيت الزيتون و صهاريج منقورة في الصخر
اجزم قبل 4 قرون
جاء في كتاب ( تاريخ فلسطين في القرن السادس عشر ) تأليف الدكتور كمال عبد الفتاح و زميله ولف هوترت إن اجزم كانت في عام 1596 / 1597 م تابعة للواء اللجون و بلغ عدد عائلاتها التي دفعت الضرائب 10 عائلات و بما أن تقدير كل عائلة 5 أنفار و بالتالي يكون عدد سكان اجزم 50 نسمة و جاء في نفس الكتاب إن أراضي اجزم كانت مشتهرة بزراعة الحنطة و الشعير كما اهتم الأهالي بتربية الماعز و قيمة الضريبة التي دفعت في ذلك الوقت 8500 اوقجة و الاوقجة عملة عثمانية مصنوعة من الفضة و ذات قيمة شرائية عالية في ذلك الوقت
اجزم قبل 200 عام
اجزم في اوائل القرن الثامن عشر كانت تزهو سهولها و جبالها و تلالها و وديانها بمساحاتها الشاسعة و بأرضها الخصبة ذات القطوف الدانية و الأغصان المتدلية و أحضان النسائم العليلة التي تهب من البر و البحر و بدون عائق فيلطف جوها من حر الصيف و برد الشتاء و كانت اجزم مسقط راس الشيخ مسعود الماضي زعيم منطق حيفا الساحلية و حاكم غزة لفترة من الزمن و كان آل ماضي أسرة واسعة النفوذ كما كانت اجزم موطنهم الأصلي حيث شيدوا فيها قلعة كبيرة و استمرت اجزم على تلك الحالة من النهوض و الرخاء و الازدهار إلى أن دهاها الانتداب البريطاني و جر عليها و على بقية فلسطين من المصائب و الويلات ما تنوء به الجبال الراسيات من ظلم و مكر و دهاء
الحياة الاقتصادية
كان أهالي اجزم يعتمدون كلياً على الزراعة و تربية الأغنام في العهد العثماني و استمر هذا الاعتماد حتى عام النكبة و لان البلدة زراعية و يعيش أهلها على ما تخرجه لهم الأرض فقد اهتموا بالزراعة و كل عشيرة تعتني بزراعة ما تملكه الأرض و لكن تلك الملكية كانت تتفاوت من عائلة إلى أخرى هم فلاحون نشيطون يعتمدون على أنفسهم يحرثون الأرض و يزرعونها بأجمل و أفضل الأشجار و أول هذه الثمار الزيتون الذي ورثه الآباء عن الأجداد و تشتهر أيضا باللوز و المشمش و الخوخ و الدراق و التين و الرمان و الزعرور و الجميز و التفاح و الليمون و الصبر الذي يلف البلدة بحزام من جميع الجهات تقريباً بالإضافة إلى العنب بأسمائه الكثيرة و يكثر في البلدة شجر الخروب و البلوط و من الأشجار البرية المنتشرة الكيينا و العليق و السنديان و السريس و الدفلة إضافة إلى النباتات البرية و من هذه النباتات الميرمية و الشومر و الزعتر و البابونج و الهندباء و الخبيزة الخ
و من مصادر الحياة الاقتصادية في اجزم الحبوب بجميع أنواعها و كان متوسط إنتاج القمح 2000 طن في العام و إنتاج الشعير 1500 طن و حوالي 500 طن من الكرسنة و الذرة البيضاء و اشتهرت أيضا بزراعة السمسم و الفزحة بالإضافة إلى البساتين المتعددة و حقول الخضار التي يستفاد منها تجارياً حيث تسوق إلى حيفا و من منتجاتها البطيخ - الشمام - يقطيني - كوسا – خيار – فقوس – ملفوف – قرنبيط – زهر ة – بامية – بندورة - .... الخ
الثروة الحيوانية
لان اجزم بلدة زراعية و أراضيها شاسعة فقد كان اهتمام أهلها بالثروة الحيوانية كبيراً و الدلالة على ذلك أن ثلاثة إخوة من اجزم قبل النكبة كان لهم 3000 راس من الغنم تحدث بها كبار السن و أكدها احد أصحاب هذه الأغنام و اسمه الحاج رجا أبو عيطة و قدر عدد الأغنام في البلدة ما بين سمار و بياض 40000 راس . و قدر عدد الأبقار الموجود قبل النكبة 3000 راس و كان حليب الأبقار يصل يومياً إلى أسواق حيفا عدا الجبنة و الألبان و الزبدة و استعملت الجمال كوسائل نقل تحمل عليها . كان عدد هذه الجمال 60 جمل تقريباً . أما الحمير فقد كانوا يستخدمونها كوسائط نقل داخلية بين الكروم و لنقل الماء من العيون و كانت الحاجة إليها ملحة لكل بيت و لا يخلو بيت من اقتناء حمار أو أكثر أما البغال و الخيل فقد كان يستفاد منها في أمور الزراعة كالحراثة و النقل و استعملت في جر العربات و اشتهرت الخيل في السباق و الاحتفالات و لا ننسى أن البلدة اشتهرت بالحيوانات البرية مثل الغزلان و الأرانب و الثعالب و الضباع
تربية الدواجن
اهتم الأهالي بتربية الدجاج حين أن كل بيت في اجزم كان فيه من الدجاج ما يفي بحاجته و يزيد و كثير من أهالي البلدة كان اهتمامهم بتجارة البيض إلى حيفا و اهتم أهالي البلدة بتربية الحمام و الأرانب و كان طير الشنار و الحمام البري في أحراش اجزم يجذب الصيادين حيث كانت تلك تنتشر بكثرة ملفتة و ساعد موقع القرية المتميز و كثرة النباتات البرية و أزهارها الجميلة على تربية النحل بكثرة فكان الإنتاج يفي حاجة البلدة و يزيد
اليد العاملة خارج اجزم
نظراً لقرب اجزم من حيفا و لان وسيلة المواصلات اليومية كانت متوفرة فقد توجه البعض من أهالي البلدة للعمل و خصوصاً في مصفاة البترول و ميناء حيفا و رصف الطرق و البناء و البلدية و كانت أكثر من خمسين عائلة تسكن في حيفا من اجل العمل و بعض أبناء هذه العائلات حصل على وظائف حكومية أما الحرف التقليدية فقد كانت محدودة جداً و قد اختصت بعض النساء بصنع أطباق القش و زخرفته
السوق في اجزم
كانت اجزم بلدة واسعة ينتشر فيها أكثر من 30 دكان للبقالات و الخضروات و اللحوم و الملابس و الحلاقة و كان في اجزم عدد من الحلاقين يذهبون إلى البيوت و يطلق عليهم حلاق الشنطة بالإضافة إلى محل سمكري و اسكافي و محلات لبيع الفحم و في اجزم 3 معاصر للزيت و كان في القرية عدد من التجار يمولون أسواق حيفا بما تنتجه ارض اجزم و لا ننسى أن محاجر اجزم كانت مشهورة بحجرها المتبلور و حجر السلطاني و هذه الحجر من روافد الاقتصاد
المواصلات
ترتبط اجزم بشارع معبد يصل بينها و بين حيفا و للبلدة عدة طرق تصل اجزم بالقرى المجاورة و كان في البلدة قبل التهجير 11 باص هي ملك رجا أبو عابد و أخيه من أبناء البلدة و لهم شريك من آل الخالدي من أبناء حيفا و كان رقم الباص الواصل بين اجزم و حيفا 25 هذا و للبلدة عدد من الشاحنات و عدد من تكسيات الأجرة
عيون الماء في اجزم
اعتمدت اجزم في الغالب على المياه المجمعة في الشتاء لاستعمالها في الشرب و ميسور الحال من أهالي البلدة كان يحفر بئره قبل البناء أو بعده و الينابيع الرئيسية كانت بعيدة عن مسطح القرية و كانت العين الغربية اقرب العيون للبلدة و هناك بعض العيون منها :
1- البير الغربي
2- عين منصور ( أبو زميرو )
3- عين عمار
4- عين أبو خليفة
5- عين العجال
6- عين الوشاحية
7- و يوجد 6 عيون في وادي المويلحة و أكثرها استعملت لسقاية الأغنام و الأبقار و هذه العيون يطلق عليها اسم عيون المويلحة
8- الحنانات تشبه النواعير و هي آبار رومانية
9- ماقورة
10 – عين بيارة محمود الماضي
11- بير قطينة
12 – عين هاشم
13- عين العجلة
14 – عين الصفصافة
15 – عين الشقاق
16 – عين الصوانة
و مع بداية عام 1946 م بدأ الأهالي بمشروع إيصال الماء من بئر الحومي في قرية عين غزال القريبة من البلد و بناء خزان ماء في مكان مرتفع في الحارة الفوقا و مع انتهاء العمل بالمشروع قامت حرب 1948 م
الأزياء الشــــعبية
الرجال
كان اللباس العام لهم القمباز ( الكمباز ) – الديماية – الكبر – ثم الجبة القصيرة و التي تلبس فوق القمباز و يطلق عليها اسم دامر هذا و القليل من أبناء اجزم كان لباسهم الثوب – الدشداس – خصوصاً كبار السن هذا و قد انتشر بين الشبان لباس السروال أو الشروال الأسود أو الأبيض الفضفاض و يصل في عرضه الى 6 اذرع و فوق السروال يلبس قميص ابيض بدون قبة يطلق عليه اسم صدرية و كان حزام الوسط شملة طويلة تلف على الوسط و هذا الزي اشتهر في شمال فلسطين و للصيادين لكن الشروال اصغر قليلاً أما غطاء الرأس الذي كان منتشراً قبل ثورة عام 1936 في اجزم فالعمامة و الطربوش بالإضافة إلى الحطة و العقال و بعد عام 1936 م أصبحت الغالبية تلبس الحطة و العقال و أحيانا يلبيس الشباب طاقية مطرزة من الحرير الأصلي و اخذية الرجال كانت مصنوعة من الجلد
النساء
اشتهرت نساء اجزم بزيهن التقليدي و هو الفستان المكشكش و المطرز من الصدر و الجوانب و يطلق عليه عش البلبل و هذا الفستان أو الثوب طويل عريض الأكمام و هو من الأقمشة البسيطة أما أثواب أو فساتين المخمل فتظهر في الأفراح و حزام الوسط الذي تتمنطق به المرآة زنار من الصوف العادي أو المزركش و غطاء الرأس منديل له شراشيب و يغلب عليه اللون الأسود
اجزم و الانتداب
منذ وعد بلفور و قدوم الانتداب إلى فلسطين و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى يسرت بريطانيا هجرة اليهود إلى فلسطين فثارت ثائرة أهل فلسطين على بريطانيا و راحوا يستنكرون دعمها لليهود بمختلف السبل و الوسائل و كان أهل اجزم سباقين في التصدي للانتداب و عرف عنهم حماستهم و مشاركتهم لما كان يدور من إحداث في فلسطين و كانوا من الذين شاركوا للتصدي للانتداب البريطاني و الهجوم على قوافله و مشاركة القرى في معاركها و قد لعب أبناء اجزم دوراً مبكراً في الأحداث السياسية فأسس معين الماضي خلال وجوده في دمشق جمعية فلسطين العربية و عند انعقاد المؤتمر السوري الأول عام 1919 م حضر معين الماضي و نمر الماضي المؤتمر ممثلين لقضاء حيفا و شارك أبناء اجزم في الكثير من المؤتمرات و الجمعيات و الأحزاب السياسية
جمعيات القرى العربية
كان الريف الفلسطيني هو الصخرة الصلبة الصامدة في وجه العدوان و هو العمق البشري و الاقتصادي للشعب الفلسطيني و السند الحقيقي للحركات الوطنية في البلاد
ففي اجزم و في اوائل تموز عام 1924 عقد اجتماع كبير ضم ممثلين عن قرى قضاء حيفا و عدد من وجهاء القضاء كما اجتمع فيها بمنتصف آب من عام 1925 وجهاء 150 عن القرى و العشائر
ثورة و إضراب 1936 م
كانت جبال اجزم و خربها في ثورة و إضراب 1936 م ملتقى الثوار و كان لأهلها دور في مقارعة الانتداب الأمر الذي أوقعهم تحت ظلم المستعمر بممارساته القمعية حيث لجأت إلى اقتحام و هدم البيوت و اعتقال حوالي 85 من أبناء القرية و استمرت الثورة رغم انتهاء الإضراب و كثرت العمليات ضد المستعمر البريطاني و من معه من اليهود و من الطبيعي ان يقابل التصاعد في الثورة تصاعداً في قسوة المستعمر البريطاني و انتقامه و قد شاركت القرية بعدة معارك منها :
معركة أم الدرج 11/9/1948
معركة لد العوادين 12/9/1937
معركة الفريد يس 1/11/1938
معركة أم الزينات 28/11/1938
اقتحام سجن عتليت 20/7/1938
معركة أم الدرج
أم الدرج خربة مشهورة من خرب اجزم و هي عامرة بأهلها و يتحدث كتاب اجزم الحمامة البيضاء لمؤلفه مروان الماضي عن هذه المعركة بان سلطات الانتداب كانت تعلم أن اجزم هي المركز الرئيس المساند للثوار بالرجال و العتاد و التمويل في أراضيها يصول الثوار و يجولون بحرية و أن عيون أهل البلد ترعاهم و تحميهم من كل الحملات العسكرية و أن اللجنة الثورية كانت على اتصال دائم مع القيادة في منطقة نابلس و جنين كما أنها كانت تجمع الأموال و المؤن و تعين الثوار في نشاطهم استخدمت القوات البريطانية المدرعات و الطائرات لمحاربة الثوار فحرص الثوار على ألا يتواجدوا في مقر واحد فتوزعوا على مناطق و خرب اجزم بحيث لم يكن مجموع الفصيل الواحد أكثر من ثلاثين ثائر و قبل شروق شمس يوم المعركة حلقت فوق أم الدرج ثلاث عشرة طائرة و قد غطت مساحة خمسة كيلو مترات مربعة و هاجمت مواقع الثوار بالقنابل و الرشاشات فاحتمى الثوار بين الصخور و الأشجار و بدأوا بإطلاق النار من بنادقهم على الطائرات و قيل إن أحدى الطائرات أصيبت و هبطت في مرج ابن عامر و بعد القصف و كشف المواقع و كشف الطائرات أرسلت القوات البريطانية ثلاث فرق آلية عن المشاة و المدرعات عن طريق اجزم و أم الزينات و دالية الكرمل
و جاءت الآليات محملة بالجنود عن طريق اجزم و عند وصولهم القرية اخذوا ثلاثة من شبابها و وضعوهم أمام القافلة للاستحماء بهم إلى أن وصلوا إلى الاحراج و شاهدوا حطاباً فأخذوه مع الثلاثة و صادروا البلطة التي يقطع بها الخشب و كان الفصيل المحاصر من قبل الطائرات قد تمركز على الجبل المطل على احراج أم الدرج و قد تقدمت مشاة الجيش و معهم الأربعة شباب و هم : طواف – ديب قدسية – عكاش – العبد داود ليكونوا درعاً لهم أمام الثوار و عند اقتراب العدو بدأت المعركة البرية و قد واجه الثوار أعدادا كبيرة من القوات البرية و مع ذلك قاموا و قتلوا العديد من القوات البريطانية و انتهت المعركة قبيل المساء وكانت حصيلة المعركة استشهاد 26 من الثوار و مقتل أضعاف ذلك من الإنكليز ما عدا الجرحى الذين سمعت أصوات أنينهم عندما مروا من البلدة و بعد انسحاب القوات البريطانية من اجزم خرج أبناء القرية و احضروا جثث الشهداء و دفنوها باحتفال مهيب جنوب شرق المدرسة و سميت بمقبرة الشهداء فكانت هذه الموقعة من المعارك المشهورة و المغمورة إعلاميا و كان قد اشترك في المعركة من قبل الانكليز3000 جندي و 85 مدرعة بالإضافة إلى 13 طائرة
احتلال القرية و تهجير سكانها
بعد صدور قرار التقسيم و إعلان بريطانيا عن موعد انسحابها من فلسطين و تبني الجامعة العربية الدفاع عن فلسطين و أنها ستدخل جيوشها السبعة قام الفلسطينيون بتشكيل اللجان المحلية من اجل شراء الأسلحة فجمع المال و بيعت الأساور و الخواتم و حلي نساء اجزم من اجل شراء السلاح و بعد وصول الاسلحة الى اجزم و القرى المحيطة بدأ ت مواجهات حقيقية و اشترك شباب القرية في معركة مصفاة البترول في حيفا و كذلك نصب الكمائن على الطريق العام بين حيفا و يافا و وحدت المقاومة مع أبناء القرى المجاورة خصوصاً جبع و عين غزال و تشكلت في اجزم لجنة محلية من 3 أشخاص تم اختيارهم و هم محمد خطاب الحسن و محمود الماضي و عبد الله زيدان و كانت مهمتها الإشراف و التنسيق مع الثوار و أهل القرية و حفرت الخنادق و صمدت اجزم مع عين غزال و جبع ثابتة كأحسن ما يكون الثبات ومجاهدة كأحسن ما يكون الجهاد و عندما احتل الصهاينة اجزم عبروا عن اغتباطهم باحتلالها و تمثل ذلك في إعلان النبأ عبر الإذاعة بقولهم لقد استولينا على الحمامة البيضاء ( اجزم ) و حطمنا جناحيها جبع و عين غزال
و في سنة 1949 م انشأ الصهاينة مستعمرة كيرم مهرال في موقع القرية و ما نجده اليوم من القرية أنها مدمرة جزئياً و ترك المسجد عرضة للخراب و لكن عدة منازل ما زالت قيد الاستعمال و قد حول ديوان مسعود الماضي و هو بناء من طبقتين شيد في القرن الثامن عشر إلى متحف و حولت المدرسة إلى كنيس و المقهى إلى مكتب للبريد و يزرع الصهاينة السهل المجاور بينما حولت المناطق الجبلية إلى متنزهات
محمود رشيد ابوزرد- عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
مواضيع مماثلة
» قرية اجزم الحمامة البيضاء
» قرية اجزم : لبيب قدسية
» صور قرية اجزم
» تعريف قرية اجزم
» صور قرية اجزم 2007
» قرية اجزم : لبيب قدسية
» صور قرية اجزم
» تعريف قرية اجزم
» صور قرية اجزم 2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى